نظمت شبكة التراث الأثري– ArcHerNet ووزارة الخارجية الألمانية المؤتمر الدولي للتراث الثقافي في الأزمات – الوقاية والحماية وإعادة التأهيل بعد الكوارث، الذي عقد في برلين في الفترة من 8 إلى 9 أكتوبر 2018.
لطالما واجه التراث الثقافي أشكالاً متعددة من التهديدات، كالحروب أو الكوارث الطبيعية أو مشاريع البنية التحتية أو التغير المناخي. إن تدمير المتحف الوطني في ريو دي جانيرو ومكتبة آنا أمالي ، وانهيار أرشيف مدينة كولونيا، والدمار الناجم عن الحروب في العراق واليمن وسوريا، ليست سوى بعض الأمثلة على التحديات التي لابدّ من وضع أطر واضحة و علمية لمواجهتها. إن لهذا النوع من الكوارث وما يترتب عليها من خسائر تأثير عميق على التراث الثقافي للبلدان المعنية وسكانها.
https://youtu.be/lTfdkjt0k3A
افتتح اليوم الأول للمؤتمر السيد هيدرون تمبل من وزارة الخارجية الألمانية، والأستاذة د. فريدريكه فلِس، معهد الآثار الألماني (DAI). في خطاب الترحيب الذي ألقته الأستاذة د. فريدريكه فلِس، صرّحت أن المؤتمر يهدف بالدرجة الأولى دراسة سيناريوهات الأزمات المحتملة ومناقشة إشكالياتها، من خلال النظر في أمثلة ملموسة.
كان الهدف الثاني من المؤتمر هو تحليل الإجراءات الممكنة في المراحل الرئيسية الثلاث للأزمات، وهي الوقاية من الأزمات، والتدخل المباشر في ذروة الأزمة، وإعادة التأهيل الضرورية اللاحقة بعد الأزمة، ومناقشة التدابير في كل مرحلة. انعقد المؤتمر في وزارة الخارجية الألمانية في الفترة من 8 إلى 9 أكتوبر عام 2019، بحضور حوالي 250 خبيراً دولياً في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وعلم الآثار والسياسة، ممن أغنوا حلقات النقاش، وشاركوا في ورش العمل. اختتم الأستاذ د. ستيفان سيمون من جامعة ييل (الولايات المتحدة الأمريكية) خطابه باقتباس من مارتن لوثر كينغ: “كل ما يؤثر على أحدنا بشكل مباشر، يؤثر على الجميع بشكل غير مباشر”، مشيراً إلى أن “مفهوم الحفظ بشكل مستدام في القرن الحادي والعشرين، ليس محصوراً فقط بحفظ مواقع التراث الثقافي، بل يجب أن يطال الأشخاص المتأثرين والمتصلين بهذا التراث”.
تحدث د. بريان دانيلز من مؤسسة Smithsonian في إحدى الكلمات الاستهلالية في اليوم الأول، عن مشروع حماية تراث سوريا والعراق (SHOSI)، وطرح بعض المتطلبات الواضحة لهذا المشروع. كما شدّد على الحاجة إلى تعزيز قدرة المنظمات غير الحكومية، والحاجة إلى دعم المبادرات ذات التوجه المحلي أثناء أحداث الأزمات، وكذلك البرامج الخاصة بالمتخصصين في مجال التراث والمعرضين للخطر. قال د. دانيلز في عرضه، إنه من المهم تحديد خطوط التمويل قبل بداية أزمة معينة، والحصول على معرفة أكبر باللوائح الدولية الخاصة بالمساعدات الإنسانية.
Cultural Heritage in Crisis: Prevention, Protection and Post-Disaster Rehabilitation
افتتح اليوم الثاني من المؤتمر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعد أن قدمه الدكتور أندرياس غورغن ، المدير العام للثقافة في وزارة الخارجية الألمانية. قال السيد ماس في خطابه أن الأمر لا يتعلق فقط بإعادة البناء، بل بضرورة أن يصبح الفضاء العام مكاناً للحوار والمجتمع المدني مرة أخرى. وهو السبب الرئيسي الذي يدفع القائمين للحثّ على تسريع الاستعدادات لإعادة إعمار موقعين تاريخيين في الموصل، وقال الوزير إن الأمر ينسحب على سوريا أيضاً. ستكون إعادة بناء الممتلكات الثقافية الأثرية علامة مهمة للغاية ووسيلة للمصالحة في المجتمع بعد تحقيق تسوية سياسية. ولهذا السبب بالتحديد يتم دعم الأرشفة الرقمية للممتلكات الثقافية السورية. ينعكس التنوع الثقافي والديني في سوريا في كنوزها الثقافية القيمة على وجه الخصوص. كما شدّد وزير الخارجية في نهاية كلمته على أن الحماية الفعالة للتراث الثقافي لا يمكن تحقيقها من قبل الجهات الحكومية وحدها. ب، بل لابدّ أن تكون نتيجة تكاتف الجهود في قلب مجتمعنا.
تقارير مُدمِّرة عن الدمار في اليمن
افتتح فعاليات اليوم الثاني كلٌّ من د. جون زيسيمر (ICOMOS – ألمانيا) بمحاضرته “التراث في خطر”، ومانويل فيول (يونوسات التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث) الذي قدم محاضرة عن “التقنيات الجديدة لحماية التراث الثقافي”. تم التركيز في القسم الأول، “التدمير بواسطة الحرب والإرهاب”، على التقارير الواردة من العراق (د. مارغريته فان إس)، ومن السودان (ألكسندرا ريدل)، ومن اليمن على الأضرار داخل هذه البلدان.
Cultural Heritage in Crisis: Prevention, Protection and Post-Disaster Rehabilitation
عرض مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية السيد مهند الزياني لجمهوره مشاهد الدمار المروع الذي لحق بالمنشآت الثقافية والأثرية في اليمن. لقد تسببت الضربات الجوية والإتجار غير المشروع بالآثار والحفريات غير المصرح بها والتدمير نتيجة لمشاريع البناء والهجمات المستهدفة على المعالم الثقافية بأضرار جسيمة للغاية في البلاد. وعرض السيد الزياني صوراً مقلقة للدمار في المتحف الإقليمي بذمار وبلدة صنعاء القديمة وقلعة الشريف في باجل- الحديدة وقلعة القاهرة في تعز.
في القسمين الثاني والثالث، تم تقديم عدة محاضرات ركزت على قضية التدمير الناجم عن الكوارث الطبيعية وتغير المناخ، وكذلك التدمير الناجم عن تطوير البنية التحتية، والتوسع الحضري. رافق النقاشات معرض التراث الثقافي الذي أقيم في الصالة الجانبية في Weltsaal، حيق قدم عارضون من مجال حماية التراث الثقافي أعمالهم هناك.
معرض التراث الثقافي
قدمت جامعة درسدن للعلوم التطبيقية والاقتصاد (HTW Dresden) بالتعاون مع معهد الآثار الألماني (DAI)، وجامعة برلين الحرة (FUB) للزوار كلاًّ من جهازي Archaeocopter و Nautocopter. تُستخدم البيانات التي تم جمعها بواسطة هذين الجهازين لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد عن طريق تقنية البنية انطلاقاً من الحركة (SfM). قامت منظمة “التراث الثقافي في أيدٍ صغيرة”، والتي تم تأسيسها لتُعنى بأطفال اللاجئين السوريين، بتطوير ورشة عمل للفخار بالتعاون مع جامعة برلين للعلوم التطبيقية والاقتصاد (HTW Berlin). كما تحدث العارضون مع الزوار عن خططهم وخبراتهم.
اعتمدت الفرق من CSGIS ومشروع Palmyra GIS على أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS). بينما قدم فريق Filmkrüger دوراته التدريبية في التوثيق الفوتوغرافي كجزء من منتدى الخبراء العراقي الألماني حول التراث الثقافي (IGEF) للمشاركين من مجلس الدولة العراقي للآثار والتراث (SBAH)، على سبيل المثال. كما قدموا أنفسهم أيضًا لزوار المؤتمر من قبل الجمعية الألمانية للمرممين، و شبكة التراث الأثري – ArcHerNet بمشروعها “ساعة البدء – مستقبل ما بعد الأزمة”.
حلقة المناقشة – “لا يمكننا العمل بمفردنا”
شارك في حلقة النقاش كلٌّ من أعضاء البوندستاغ باربرا هندريكس، وتوماس إرندل، بمشاركة من د. ميشائيل هانسلر من مؤسسة جيردا هنكل، الأستاذ د. حسام رفاعي من جامعة حلوان في القاهرة، جيوفاني بوكاردي من اليونسكو. أدارت حلقة النقاش أندريا هوراخ من مؤسسة دويتشه فيله DW الإعلامية.
تمّ عقد أربع ورش عمل، ناقش فيها المشاركون في المؤتمر الوقاية والحماية وكل ما يتعلق بإجراءات ما بعد الكوارث. تم عرض نتائج ورش العمل بعد ذلك. أشارت الأستاذة د. فريدريكه فلِس في كلمتها الختامية إلى أنه من الضروري دائماً التفكير على المدى الطويل في مجال الحفاظ على التراث الثقافي. وقالت إن ورش العمل أوضحت أن الخطة المعتمدة ينبغي اتباعها وإجراء التعديلات عليها كلما كان ذلك ضرورياً. كما شجعت على مشاركة المواطنين المحليين في مشروعات الحفاظ على التراث الثقافي، حرصاً على بناء القدرات داخلياً.
صرحت الأستاذة د. فلِس بأنه أصبح من الواضح أيضاً أن التنسيق مفقود في بعض الحالات. من الضروري تحديد الاحتمالات، وتحسين الاتصالات بين المنظمات والمبادرات الكبيرة، وإنشاء الشبكات. كما قالت الأستاذة د. فلِس: “لابدّ من إبلاغ السياسيين بضرورة التفكير على المدى الطويل”. “نحن ندرّب ونستثمر في المستقبل. نستثمر في الأفراد من خلال أنشطتنا وقدراتنا التعليمية”. من المهم تطوير القدرات، ولكن هذه المراجع مطلوبة.
افتتاح معرض “عوالم الثقافة”
اختتم مؤتمر “التراث الثقافي في الأزمات” بافتتاح معرض “عوالم الثقافة”. يقدم المعرض مشاريع يتم تمويلها في جميع أنحاء العالم من خلال برنامج الحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الألمانية، من بينها شبكة التراث الأثري – ArcHerNet بمشروعها “ساعة البدء”. افتتحت وزيرة الدولة ميشيل مونتيفيرينغ المعرض رسمياً في ردهة وزارة الخارجية الألمانية.
Cultural Heritage in Crisis: Prevention, Protection and Post-Disaster Rehabilitation
23. سبتمبر 2020 Scheduled أخبار تقرّر تنفيذ مؤتمر ” استعراض الوضع على الأرض – التراث الثقافي وتغير المناخ”، الذي تم تأجيله بسبب جائجة كوفيد 19 التي ألمت بالعالم أجمع، ضمن...
مشروع “مقتنيات المتحف الافتراضي في اليمن – استعادة المتاحف اليمنية بعد انتهاء الصراع” مخصص للحفاظ على مقتنيات المتاحف اليمنية. يركز المشروع على التسجيل التصويري لمقتنيات المتاحف المهددة بالخطر، إضافة إلى...
This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. OPT-OUTCookie settingsACCEPT
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are as essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.