ربط الأطفال السوريين بتراثهم | حوار مع لميس قداح

ربط الأطفال السوريين بتراثهم | حوار مع لميس قداح

ربط الأطفال السوريين بتراثهم | حوار مع لميس قداح 🗓

28/02/2019
Scheduled أخبار مقابلة

أجرت L.I.S.A. حواراً مع لميس قداح، خريجة برنامج “حُماة التراث الثقافي” – وهو منحة للمتخصصين السوريين في تركيا.

لميس قداح، خريجة برنامج حُماة التراث الثقافي | © قداح

استجابة للدمار الهائل الذي لحق بالتراث الثقافي السوري، وسعياً للحفاظ على هذا التراث وحمايته، وفي إطار مشروع “ساعة البدء – مستقبل ما بعد الأزمة“، أطلق فرع إسطنبول في معهد الآثار الألماني مشروع “حُماة التراث الثقافي” في أكتوبر 2016. امتد مشروع “حماة التراث الثقافي” على مدار 24 شهراً، وشاركت في تأسيسه مؤسسة جيردا هنكل. وتم اختيار خمسة متخصصين سوريين في مجال التراث (علماء آثار ومهندسون معماريون…إلخ) مقيمين في تركيا، لتنفيذ مشاريعهم المقترحة في إطار تدريبهم استعداداً لفترة ما بعد الصراع في سوريا.

وقد وجهت L.I.S.A. إليهم أسئلة عن عملهم ضمن برنامج “حُماة التراث الثقافي” وخططهم للمستقبل. وكان الحوار الثاني من هذه السلسلة مع السيدة لميس قداح حول مشروعها “قطع من التراث السوري”.

L.I.S.A.: ما هو مشروعك؟ وما الذي أثار اهتمامك بهذا الموضوع؟

قداح: “قطع من التراث السوري” هو مشروع لتعريف الأطفال السوريين بالتراث الثقافي السوري، ولاسيما الأطفال الذين أُجبروا على الفرار من وطنهم في سوريا. أسعى من خلال المشروع إلى ربط الأطفال السوريين بتراثهم ليتعلموا أكثر عن بلادهم. جاءت الفكرة عندما شاركت في برنامج “تحضير”، حيث أتيحت لي فرصة العمل مع مهندسين معماريين سوريين آخرين لتطوير أفكار تتعلق بإعادة بناء المدن المستدامة بعد الحرب. وقد ساعدنا البرنامج في التواصل مع خبراء في مجال هندسة ما بعد الحرب، ومنهم ليلى خاجيتش من البوسنة، حيث ناقشت دور الهندسة المعمارية الأساسي في إعادة التواصل بين الناس. ثم عرضت بعض المشاريع التي نفذتها منظمة التراث الثقافي بلا حدود للأطفال، مثل ورش العمل والأحاجي والألغاز لتعريف الأطفال بالتراث الثقافي. ووجدتُ هذه الفكرة مثيرة للاهتمام، وأدركت ضرورة تطبيق التجربة نفسها مع الأطفال السوريين.

تطوعت بعد وصولي إلى إسطنبول مع منظمة “هذه حياتي” ضمن مجموعة من الشباب السوريين الذين يعملون مع اللاجئين السوريين في إسطنبول. وقمنا بتنظيم أنشطة للأطفال السوريين لمساعدتهم على الاندماج في حياتهم الجديدة، وبهذا أصبحت أكثر دراية بالعمل مع الأطفال. وعندما أتيحت لي فرصة التقدم إلى برنامج “حماة التراث الثقافي”، قررت تقديم هذا المشروع بدلاً من موضوع يكون أكثر ارتباطاً بتخصصي. واعتقدت بضرورة أن أفعل شيئاً قابلاً للتحقيق، مشروعاً يمكنني العمل فيه مباشرة ورصد نتائجه. كما أنني أؤمن بأن ربط الأطفال السوريين بعضهم بالآخر وبموطنهم أمر أكثر واقعية ويمكن تحقيقه في مشروع يستمر على مدى سنتين، فهم يستحقون توسيع معرفتهم بتراثهم، ويجب أن يشعروا بالفخر عندما يسألهم الآخرون عن مسقط رأسهم. كما يستحق الأطفال معرفة أمجاد أسلافهم، فربما يعودون عندما يكبرون ليعيدوا بناء بلادهم.

L.I.S.A.: هل توصَّلتِ إلى اكتشافات مفاجِئة في أثناء البحث؟

قداح: لم يكن بحثي يتمحور حول اكتشاف شيء جديد، حيث انصب التركيز على محاولة إيجاد طريقة لتقديم التراث الثقافي للأطفال. كنت أبحث عن شيء يحبه الأطفال ويكون فيه للآباء والمعلمين دور كبير في عملية التعليم، شيء سهل الإنتاج وغير مكلف.

“الأطفال يحبون الأشياء الغامضة”

توصلت في بحثي إلى أن الكتب المصورة منتشرة ويمكن الوصول إليها في جميع أنحاء العالم، وبقليل من الدعم يمكن أن يكون كتاباً متعدد اللغات، يلعب فيه الآباء والمعلمون دوراً مهماً من خلال سرد القصة. وعلاوة على ذلك، يحب الأطفال الاستماع إلى القصص، والراوي المفضل لديهم هو الذي يحدثهم عن أشياء لا يعرفونها. كما يحب الأطفال الأشياء الغامضة ويؤمنون بالسحر، لذا اخترت “الكلمات السحرية” عنواناً لقصتي.

L.I.S.A.: ما هي التحديات التي واجهتها في أثناء المشروع، وما الذي ساعدك في تخطيها؟

قداح: تمثل التحدي الأكبر في أنني أعمل على موضوع جديد، ولم أكن أعرف شيئاً عن الأطفال والتعليم، ولا عن الكتب المصورة. لذا تعين عليَّ أن أبدأ من الصفر، ولم أعرف من أين أبدأ. لكن لحسن الحظ، أتيحت لي فرصة لقاء الكثير من الأشخاص الذين يعملون مع الأطفال (أمين مكتبة المدرسة، ومؤلف كتب المصورة، ورسامون)، وقد قدموا لي الكثير من النصائح التي وجهتني في بحثي.

صفحة من الكتاب المصور | © قداح.

وشكَّل موضوع البحث التحدي الثاني الذي واجهته، فالتراث السوري مجال واسع، ويصعب اختيار موضوع معيَّن، وأينما بحثت ستجد شيئاً مثيراً للاهتمام. في النهاية وجدت نفسي مع عدد كبير من القصص، وتعيَّن عليَّ اختيار واحدة. لذا قابلت البروفيسور فالتر سالابيرغر من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في إسطنبول، وكان يلقي محاضرة عن اللغات القديمة، وأبهرتني فكرة القدرة على قراءة لغة قديمة.

” في النهاية وجدت نفسي مع عدد كبير من القصص، وتعيَّن عليَّ اختيار واحدة”

رأيت أن الموضوع سيثير اهتمام الأطفال، فقررت الكتابة عنه. تعيّن عليَّ اختيار لغة واحدة، ووقع اختياري على اللغة الإبلاوية التي تعدّ أقدم لغة منطوقة في سوريا. لذا قدمني البروفيسور فالتر سالابيرغر إلى الدكتورة باولا باوليتي من جامعة لودفيغ ماكسيميليان، وهي متخصصة باللغة الإبلاوية، وقدمت لي جميع الكلمات التي أحتاج إليها في قصتي.

L.I.S.A.: ما هي خططك وأمنياتك لمهنتك المستقبلية؟

قداح: ما زلت أعمل على الكتاب، وآمل أن نتمكن من طباعته في نهاية العام. كما أنني أخطط إلى مواصلة كتابة القصص المتعلقة بالتراث الثقافي السوري، وأسعى إلى تأسيس منصة للأطفال والمعلمين والآباء يتمكنون فيها من الوصول إلى القصص والأنشطة من أي مكان في العالم، وهذا سيزيد من انتشار المشروع.

وآمل أن أتمكن من بذل المزيد من الجهود مع الأطفال السوريين في المخيمات باعتباري معمارية ومؤلفة كتب مصورة.

أجابت لميس قداح عن الأسئلة أعلاه كتابةً.


صورة العنوان: صفحة من كتاب لميس قداح المصور | © قداح.

المصدر: L.I.S.A.

.

 

Facebooktwitteryoutube
Facebooktwitter

Andere Artikel

الأحدالأحد/أبريلأبريل/2021202120212021
Scheduled المشروع مقابلة تهدد الحرب في اليمن حياة الناس وتراثهم الثقافي، دون أن يعير العالم الاهتمام إلى كمّ الخسارة الناتجة عن هذه الحرب. تعمل عالمة الآثار الدكتورة إيريس جيرلاش مع...
الأثنينالأثنين/أكتوبرأكتوبر/2020202020202020
برنامج حُماة التراث الثقافي يفوز بجائزة “أفضل ما في التراث” عن مفهومه الناجح والمبتكر. (المزيد…)
الأحدالأحد/سبتمبرسبتمبر/2020202020202020
23. سبتمبر 2020 Scheduled أخبار تقرّر تنفيذ مؤتمر ” استعراض الوضع على الأرض – التراث الثقافي وتغير المناخ”، الذي تم تأجيله بسبب جائجة كوفيد 19 التي ألمت بالعالم أجمع، ضمن...